
أخصائية التمريض نورة الزومان
فإذا كان الطبع الأصيل للسعودي هو الكرامة والشهامة، فإن طبع الممرض والممرضة السعوديين هو الرعاية والرحمة.
ومن هنا أتتني فكرة العبارة: “رعايتكم عزنا”.
فرعاية المريض ليست واجبًا مهنيًا فحسب، بل هي صورة من صور العز الوطني، لأننا حين نمد يد الرعاية إنما نرفع شأن الوطن بإنسانيتنا ونترجم قيمه الأصيلة في كل موقف عطاء.
لقد تطور التمريض السعودي في العقود الأخيرة تطورًا لافتًا، فأصبح أحد الأعمدة الرئيسة في المنظومة الصحية. من مقاعد الدراسة إلى ميادين العمل، تدرجت الكوادر التمريضية حتى وصلت إلى مواقع القيادة والإدارة، وأسهمت بجهودها في تحسين جودة الرعاية الصحية وتعزيز تجربة المريض والأسرة. واليوم، يقف الممرض والممرضة السعوديان في مكانة فخر، يتسلحان بالعلم والمعرفة، ويقودان مبادرات صحية ومجتمعية واسعة.
كما لا يمكن أن نغفل الدور البطولي للتمريض السعودي في الأزمات، وأبرزها جائحة كورونا، حين كان في الصفوف الأمامية مضحيًا براحة أبنائه وبناته لأجل سلامة المجتمع. وكذلك في مواسم الحج والعمرة، حيث يقدم التمريض أبهى صور العطاء بخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين، جامعًا بين المهنية العالية والرحمة المتأصلة في نفوس أبناء هذا الوطن.
واليوم، ومع انطلاق رؤية المملكة 2030، يتجدد الطموح لمهنة التمريض، التي أصبحت محورًا للتطوير والتمكين. فبرامج الابتعاث، وتوسع الكليات الصحية، ودعم البحث العلمي، كلها دلائل على أن التمريض السعودي يسير بخطى واثقة ليكون رائدًا إقليميًا وعالميًا.
إن تمريضنا السعودي اليوم يقف شامخًا، يواكب رؤية وطنه، ويخدم مجتمعه في كل الظروف والمواسم، مؤكدًا أن العز لا يكتمل إلا حين تمتد رعايتنا ورحمتنا إلى قلب كل مريض، وتنير له إنسانيتنا الطريق.